سورة الحج - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)}
{الطيب مِنَ القول} قيل: هو لا إله إلا الله، واللفظ أعم من ذلك {صِرَاطِ الحميد} أي صراط الله، فالحميد اسم الله، ويحتمل أن يريد الصراط الحميد، وأضاف الصفة إلى الموصوف كقولك: مسجد الجامع.


{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)}
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ} خبره محذوف يدل عليه قوله: {نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}، وقيل: الخبر {وَيَصُدُّونَ} على زيادة الواو، وهذا ضعيف، وإنما قال: {يَصُدُّونَ} بلفظ المضارع ليدل على الاستمرار على الفعل {سَوَآءً} بالرفع مبتدأ وخبره مقدر، والجملة في موضع المفعول الثاني لجعلنا، وقرأ حفص بالنصب على أنه المفعول الثاني والعاكف فاعل به {العاكف فِيهِ والباد} العاكف المقيم في البلد: والبادي القادم عليه من غيره، والمعنى: الناس سواء في المسجد الحرام، لا يختص به أحد دون أحد وذلك إجماع، وقال أبو حنيفة: حكم سائر مكة في ذلك كالمسجد الحرام، فيجوز للقادم أن ينزل منها حيث شاء، وليس لأحد فيها ملك، والمراد عنده بالمسجد الحرام جميع مكة، وقال مالك وغيره: ليست الدور في ذلك كالمسجد، بل هي متملكة {بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} الإلحاد الميل عن الصواب، والظلم هنا عام في المعاصي من الكفر إلى الصغائر، لأن الذنوب في مكة أشدّ منها في غيرها، وقيل: هو استحلال الحرام، ومفعول {يُرِدْ} محذوف تقديره: من يرد أحداً أو من يرد شيئاً، {بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ}: حالان مترادفان، وقيل: المفعول قوله بإلحاد على زيادة الباء.


{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)}
{وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البيت} العامل في إذ مضمر تقديره اذكر وبوأنا أصله من باء بمعنى رجع، ثم ضوعف ليتعدى، واستعمل بمعنى أنزلنا في الموضع كقوله: {تُبَوِّىءُ المؤمنين} [آل عمران: 121]، إلا أن هذا المعنى يشكل هنا لقوله لإبراهيم لتعدّى الفعل باللام، وهو يتعدّى بنفسه حتى قيل: اللام زائدة،، وقيل: معناه هيأنا، وقيل: جعلنا، والبيت هنا الكعبة، وروى أنه كان آدم يعبد الله فيه، ثم درس بالطوفان، فدل الله إبراهيم عليه السلام على مكانه، وأمره ببنيانه {أَن لاَّ تُشْرِكْ} أن مفسرة، والخطاب لإبراهيم عليه السلام، وإنما فسرت تبوئه البيت بالنهي عن الإشراك، والأمر بالتطهير؛ لأن التبوئة إنما قصدت لأجل العبادة التي تقتضي ذلك {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} عام في التطهير من الكفر والمعاصي والأنجاس، وغير ذلك {والقآئمين} يعني المصلين.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11